من المعلوم أن الدين الإسلامي خاتم الأديان الذي ارتضاه الله لعباده ؛ كما قال
تعالى : ( ورضيتُ لكم الإسلام دينًا ) قد جاء كاملا شاملا لكل نواحي الحياة :
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. الخ
ولكن هذا الأمر لم يرض أعداءه من الغربيين وأتباعهم اللادينيين الذين أرادوه
كغيره من الأديان الأخرى المحصورة في علاقة الإنسان بربه ، وأمر الآخرة فقط ،
دون أن يكون له سلطان وهيمنة على دنيا الناس . أو كما يقول أحد رموزهم - كاذبًا
- : ( أراد الله للإسلام أن يكون دينًا ، وأراد به الناس أن يكون سياسة ) ! (
الإسلام السياسي ، محمد سعيد العشماوي ، ص 7 ) .
ولهذا فقد اجتهدوا في الترويج لفكرة " فصل الدين عن السياسة " وما يدعمها من
شعارات ومصطلحات .
ومن تلك المصطلحات : مصطلح " الإسلام السياسي " الذي أطلقه أولئك على كل جماعة
إسلامية تهتم بقضايا الأمة .
وقد بحثتُ عن مصدر هذا المصطلح ، وماقيل عنه ؛ فتحصل لي التالي :
قال الأستاذ عطية الويشي في كتابه " حوار الحضارات " ( ص 210 ) : ( أول من
استخدم هذا المصطلح هو هتلر ، حين التقى الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك
، إذ قال له : إنني لا أخشى من اليهود ولا من الشيوعية ، بل إنني أخشى الإسلام
السياسي ! ) .
وقال الدكتور محمد عمارة في كتابه " الإسلام السياسي والتعددية السياسية من
منظور إسلامي " ( ص 5 - 6 ) : ( إنني لا أستريح كثيرًا لمصطلح " الإسلام
السياسي " رغم شيوع هذا المصطلح ، وصدور الكثير من الكتابات حول هذا الموضوع
وتحت هذا العنوان . وفيما أذكر ، وفي حدود قراءاتي ، فإن أول من استخدم مصطلح "
الإسلام السياسي " هو الشيخ محمد رشيد رضا . لكنه استخدمه في التعبير عن
الحكومات الإسلامية التي سماها " الإسلام السياسي " ويعني الذين يسوسون الأمة
في إطار الأمة الإسلامية . لكن مصطلح الإسلام السياسي يُستخدم الآن ، ومنذ
العقود الثلاثة الماضية وصعود المد الإسلامي والظاهرة الإسلامية ، بمعنى :
الحركات الإسلامية التي تشتغل بالسياسة ، وفي هذا المصطلح " الإسلام السياسي "
شبهة اختزال الإسلام في السياسة ؛ لأنه ليس هناك إسلام بدون سياسة ) .
وقال الأستاذ علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان في سوريا :
( بالنسبة لمصطلح " الإسلام السياسي " ، إنه مصطلح ناشئ أصلاً عن الجهل
بالإسلام، الذي جاء بالعقيدة والشريعة، خلافاً للمسيحية التي جاءت بالعقيدة
فقط، ونادت بإعطاء ما لله لله، وما لقيصر لقيصر.
إنك حين تجرّد الإسلام من بعده التشريعي، لا يبقى إسلاماً، وإنما يتحوّل إلى
شيء آخر. إن الإسلام دينٌ شاملٌ لكل جوانب الحياة: السياسية والاجتماعية
والاقتصادية.. فليس هناك إسلام سياسيّ، وإسلام اقتصادي، وإسلام اجتماعي.. بل هو
إسلامٌ واحد، شاملٌ لكلّ جوانب الحياة، ولذلك نرفض مقولة " الإسلام السياسي " )
. ( موقع الجماعة على شبكة الأنترنت ) .
وفي حوار أجرته صحيفة الراية القطرية في 24 مايو 2002م مع الدكتور ساجد العبدلي،
الأمين المساعد للشؤون الإعلامية في الحركة السلفية الكويتية ؛ قال عن هذا
المصطلح : ( هذا المصطلح يحمل تشويها كبيرا للمقاصد الشرعية من العمل السياسي،
وقد يعطي إيحاء بأن هناك إسلام سياسي وآخر دعوي وآخر خيري وهكذا، بينما الإسلام
واحد ، وهو دين شامل لا يتجزأ لكل مناحي الحياة، ولم يكن المسلمون يفصلون بين
العمل السياسي والدعوة في يوم من الأيام ، بل كانت جميعها كلا متكاملا. هذا
المصطلح " الإسلام السياسي " نتج في جملة ما نتج عنه عن الميول التجريدية التي
تركز على فهم الإسلام كدين عبادة وتكاليف عبادية أكثر من كونه نظاما سياسيا
وتنظيميا للدولة واجتماعيا، أي أن النظرة صارت تشدد على الدين والمعتقد أكثر من
النظام والنهج والكيانية الإسلامية المنشودة ) .
ويقول الدكتور جعفر شيخ إدريس في مقال مهم له عن هذا المصطلح :
( عبارة "الإسلام السياسي" كأختها "الأصولية" صناعة غربية استوردها مستهلكو
قبائح الفكر الغربي إلى بلادنا وفرحوا بها، وجعلوها حيلة يحتالون بها على
إنكارهم للدين والصد عنه. فما المقصود بالإسلام السياسي عند الغربيين؟ كان
المقصود به أولاً الجماعات الإسلامية التي انتشرت في العالم العربي وفي باكستان
والهند وأندونيسيا وماليزيا وغيرها تدعو إلى أن تكون دولهم إسلامية تحكم بما
أنزل الله تعالى.
- ما الذي يأخذه خصوم الإسلام السياسي عليه؟
أما الغربيون فاعتبروه أولاً ظاهرة غريبة بعد سني الحكم الاستعماري الذي ظنوا
أنه وطَّد الحكم العلماني على المنهاج الغربي، ووضع أسساً متينة للتبعية وضمان
المحافظة على المصالح الغربية. فشق عليهم أن تنبت في بلاد المسلمين نابتة تعارض
هذه العلمانية التي يرونها تعم العالم بأسره. كيف تنشأ جماعات تسير عكس هذا
التيار العالمي، وتدعو إلى الرجوع إلى حكم ديني إسلامي؟
تعالى : ( ورضيتُ لكم الإسلام دينًا ) قد جاء كاملا شاملا لكل نواحي الحياة :
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. الخ
ولكن هذا الأمر لم يرض أعداءه من الغربيين وأتباعهم اللادينيين الذين أرادوه
كغيره من الأديان الأخرى المحصورة في علاقة الإنسان بربه ، وأمر الآخرة فقط ،
دون أن يكون له سلطان وهيمنة على دنيا الناس . أو كما يقول أحد رموزهم - كاذبًا
- : ( أراد الله للإسلام أن يكون دينًا ، وأراد به الناس أن يكون سياسة ) ! (
الإسلام السياسي ، محمد سعيد العشماوي ، ص 7 ) .
ولهذا فقد اجتهدوا في الترويج لفكرة " فصل الدين عن السياسة " وما يدعمها من
شعارات ومصطلحات .
ومن تلك المصطلحات : مصطلح " الإسلام السياسي " الذي أطلقه أولئك على كل جماعة
إسلامية تهتم بقضايا الأمة .
وقد بحثتُ عن مصدر هذا المصطلح ، وماقيل عنه ؛ فتحصل لي التالي :
قال الأستاذ عطية الويشي في كتابه " حوار الحضارات " ( ص 210 ) : ( أول من
استخدم هذا المصطلح هو هتلر ، حين التقى الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك
، إذ قال له : إنني لا أخشى من اليهود ولا من الشيوعية ، بل إنني أخشى الإسلام
السياسي ! ) .
وقال الدكتور محمد عمارة في كتابه " الإسلام السياسي والتعددية السياسية من
منظور إسلامي " ( ص 5 - 6 ) : ( إنني لا أستريح كثيرًا لمصطلح " الإسلام
السياسي " رغم شيوع هذا المصطلح ، وصدور الكثير من الكتابات حول هذا الموضوع
وتحت هذا العنوان . وفيما أذكر ، وفي حدود قراءاتي ، فإن أول من استخدم مصطلح "
الإسلام السياسي " هو الشيخ محمد رشيد رضا . لكنه استخدمه في التعبير عن
الحكومات الإسلامية التي سماها " الإسلام السياسي " ويعني الذين يسوسون الأمة
في إطار الأمة الإسلامية . لكن مصطلح الإسلام السياسي يُستخدم الآن ، ومنذ
العقود الثلاثة الماضية وصعود المد الإسلامي والظاهرة الإسلامية ، بمعنى :
الحركات الإسلامية التي تشتغل بالسياسة ، وفي هذا المصطلح " الإسلام السياسي "
شبهة اختزال الإسلام في السياسة ؛ لأنه ليس هناك إسلام بدون سياسة ) .
وقال الأستاذ علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان في سوريا :
( بالنسبة لمصطلح " الإسلام السياسي " ، إنه مصطلح ناشئ أصلاً عن الجهل
بالإسلام، الذي جاء بالعقيدة والشريعة، خلافاً للمسيحية التي جاءت بالعقيدة
فقط، ونادت بإعطاء ما لله لله، وما لقيصر لقيصر.
إنك حين تجرّد الإسلام من بعده التشريعي، لا يبقى إسلاماً، وإنما يتحوّل إلى
شيء آخر. إن الإسلام دينٌ شاملٌ لكل جوانب الحياة: السياسية والاجتماعية
والاقتصادية.. فليس هناك إسلام سياسيّ، وإسلام اقتصادي، وإسلام اجتماعي.. بل هو
إسلامٌ واحد، شاملٌ لكلّ جوانب الحياة، ولذلك نرفض مقولة " الإسلام السياسي " )
. ( موقع الجماعة على شبكة الأنترنت ) .
وفي حوار أجرته صحيفة الراية القطرية في 24 مايو 2002م مع الدكتور ساجد العبدلي،
الأمين المساعد للشؤون الإعلامية في الحركة السلفية الكويتية ؛ قال عن هذا
المصطلح : ( هذا المصطلح يحمل تشويها كبيرا للمقاصد الشرعية من العمل السياسي،
وقد يعطي إيحاء بأن هناك إسلام سياسي وآخر دعوي وآخر خيري وهكذا، بينما الإسلام
واحد ، وهو دين شامل لا يتجزأ لكل مناحي الحياة، ولم يكن المسلمون يفصلون بين
العمل السياسي والدعوة في يوم من الأيام ، بل كانت جميعها كلا متكاملا. هذا
المصطلح " الإسلام السياسي " نتج في جملة ما نتج عنه عن الميول التجريدية التي
تركز على فهم الإسلام كدين عبادة وتكاليف عبادية أكثر من كونه نظاما سياسيا
وتنظيميا للدولة واجتماعيا، أي أن النظرة صارت تشدد على الدين والمعتقد أكثر من
النظام والنهج والكيانية الإسلامية المنشودة ) .
ويقول الدكتور جعفر شيخ إدريس في مقال مهم له عن هذا المصطلح :
( عبارة "الإسلام السياسي" كأختها "الأصولية" صناعة غربية استوردها مستهلكو
قبائح الفكر الغربي إلى بلادنا وفرحوا بها، وجعلوها حيلة يحتالون بها على
إنكارهم للدين والصد عنه. فما المقصود بالإسلام السياسي عند الغربيين؟ كان
المقصود به أولاً الجماعات الإسلامية التي انتشرت في العالم العربي وفي باكستان
والهند وأندونيسيا وماليزيا وغيرها تدعو إلى أن تكون دولهم إسلامية تحكم بما
أنزل الله تعالى.
- ما الذي يأخذه خصوم الإسلام السياسي عليه؟
أما الغربيون فاعتبروه أولاً ظاهرة غريبة بعد سني الحكم الاستعماري الذي ظنوا
أنه وطَّد الحكم العلماني على المنهاج الغربي، ووضع أسساً متينة للتبعية وضمان
المحافظة على المصالح الغربية. فشق عليهم أن تنبت في بلاد المسلمين نابتة تعارض
هذه العلمانية التي يرونها تعم العالم بأسره. كيف تنشأ جماعات تسير عكس هذا
التيار العالمي، وتدعو إلى الرجوع إلى حكم ديني إسلامي؟