مــلــتـقــى أهــــل الانــصـــــــاف

]قصة احتساب سفيان الثوري على هارون الرشيد‏ 613623[/]
عزيزي الزائر / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مــلــتـقــى أهــــل الانــصـــــــاف

]قصة احتساب سفيان الثوري على هارون الرشيد‏ 613623[/]
عزيزي الزائر / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي

مــلــتـقــى أهــــل الانــصـــــــاف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مــلــتـقــى أهــــل الانــصـــــــاف

{{مـــــقرنــــا غرفــــــة القـــــرآن الكــريــم بالبالـــتــوك}}

تم فتح المنتدى مرة أخرى بعد غلقه ومرحبا بمشاركاتكم هذه منتديات غرفة القرءان الكريم ببرنامج البالتوك

    قصة احتساب سفيان الثوري على هارون الرشيد‏

    avatar
    ABOUZIA78
    مراقب
    مراقب


    عدد المساهمات : 36
    وسام : 118
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 01/06/2009
    العمر : 46

    هام قصة احتساب سفيان الثوري على هارون الرشيد‏

    مُساهمة من طرف ABOUZIA78 13.06.09 9:11

    • لمّا وليَ هارون الرشيد (رحمه الله) الخلافة زاره العلماء يهنئونه، فكافأهم، فتفقّد سفيان الثوري فلم يجده ممّن زاره من العلماء، وكان بينهما أُخوّة وتواصل، فكتب إليه يعاتبه في ذلك، قال الرسول الذي ذهب بالرسالة إلى سفيان:" فرميتُ بالكتاب إليه، فلما رأى الكتاب ارتعد وتباعد منه كأنّه حيّةٌ عرضت له في محرابه، فركع وسجد وسلّم، وأدخل يده في كُمِّه ولفها بعباءته وأخذه فقلّبه بيده ثم رماه إلى من كان خلفه وقال:" يأخذه بعضكم يقرؤه، لأني أستغفر الله أن أمسّ شيئاً مسَّهُ ظَلاّمٌ بيده، قال: فأخذه بعضهم فحلَّهُ كأنَّهُ خائفٌ مِن فمِ حيَّة تنهشه، ثم فَضَّهُ وقرأه، وأقبل سفيان يتبسَّم تبسُّم المتعجِّب، فلما فرغ من قراءته قال:" اقلبوه واكتبوا إلى الظالمِ في ظهر كتابهِ، فقيل له: يا أبا عبد الله إنَّه خليفة فلو كتبتَ إليه في قِرطاس نقي، فقال: اكتبوا إلى الظالم في ظهر كتابِه، فإن كان اكتسبه من حلال فسوف يُجزى به، وإن كان اكتسبه من حرامٍ فسوف يَصلَى به، ولا يبقى شئٌ مسه ظالمٌ عندنا فيُفسد علينا ديننا، فقيل له: ما تكتب؟، فقال: اكتبوا: " بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد المذنب سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري إلى العبد المغرور بالآمال هارون الرشيد الذي سُلب حلاوة الإيمان، أمّا بعد، فإنِّي قد كتبتُ إليك أعرِّفُك أنِّي قد صرمتُ حبك وقطعتُ وُدَّك وقلبت موضعك، فإنّك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك بما هجمتَ به على بيت مال المسلمين، فأنفقتَهُ في غير حقِّه وأنفذتَه في غير حُكمه، ثم لم ترضَ بما فعلتَه وأنت ناءٍ عنِّي حتى كتبتَ إليّ تُشهِدني على نفسِك، أما إنِّي قد شهِدتُ عليك أنا وإخواني الذين شهِدوا قراءة كتابك، وسنؤدِّي الشهادة عليك غداً بين يدي الله تعالى، يا هارون، هجمتَ على بيتِ مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضِيَ بفعلك المؤلَّفة قلوبهم والعاملون عليها في أرض الله تعالى والمجاهدون في سبيل الله وابن السبيل؟ أم رضِيَ بذلك حَملةُ القرآنِ وأهلُ العِلمِ والأراملُ والأيتام؟ أم هل رضِيَ بذلك خَلقٌ من رعيتك؟ فشُدَّ يا هارون مئزرك، وأعِدَّ للمسألة جواباً وللبلاء جُلباباً، واعلم أنّك ستقفُ بين يَدي الحكَمِ العدلِ، فقد رُزِئتَ في نفسِك إذ سُلبتَ حلاوةَ العلم والزُّهدِ ولذيذ القرآن ومجالسة الأخيار، ورضيتَ لنفسِك أن تكون ظالماً، وللظالمين إماماً، يا هارون، قعدتَ على السرير، ولبِستَ الحرير، وأسبلتَ ستراً دون بابِك، وتشبهت بالحَجَبَةِ بربِّ العالمين، ثمَّ أقعدتَ أجنادك الظَّلمة دون بابِك وسِترك،يظلمون الناس ولا يُنصِفون، يشربون الخمور ويضربون من يشربها، ويزنون ويحدّون الزاني، ويسرقون ويقطعون السارق!، أفلا كانت هذه الأحكام عليك وعليهم قبل أن تحكم بها على النّاس؟! فكيف بك يا هارون غداً إذا نادى المنادِي من قِبَلِ الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} (الصافات : 22 ) أين الظَّلَمةُ وأعوان الظَّلَمة. فقدِمت بين يدِي الله تعالى ويداك مغلولتان إلى عُنقك لا يفكُّهما إلاَّ عدلك وإنصافك، والظالمون حولك، وأنت لهم سابقٌ وإمامٌ إلى النار، كأنِّي بك يا هارون وقد أُخذتَ بضِيق الخِناق وورِدتَ المشاق، وأنت ترى حسناتك في ميزان غيرك، وسيئات غيرك في ميزانك زيادة على سيئاتك بلاءً على بلاء وظُلمة فوق ظُلمة. فاحتفِظ بوصيتي واتّعِظ بموعظتي التي وعظتك بها، واعلم أني قد نصحتُك وما أبقيتُ لك في النُّصح غاية، فاتَّقِ الله يا هارون واحفظ محمداً صلى الله عليه وسلم في أمته، واحسِن الخلافة عليهم، واعلم أنَّ هذا الأمر لو بقيَ لغيرِكَ لم يصِل إليك، وهو صائرٌ إلى غيرك، وكذا الدُّنيا تنتقل بأهلِها واحداً بعد واحدٍ، فمنهم من تزوَّد زاداً نفعه، ومنهم من خَسِر دنياه وآخرته، وإنِّي أحسبُك يا هارون مِمّن خسِر دنياه وآخرته، فإيّاك أن تكتب لي كتاباً بعد هذا، فلا أجيبك عنه والسلام". قال عَبَّاد -الرسول-: فألقى إليّ (أي سفيان الثوري) الكتاب منشوراً غير مطويٍّ ولا مختوم، فأخذتُه وأقبلتُ إلى سوقِ الكوفة، وقد وقعتْ الموعظة من قلبي، فناديتُ: يا أهل الكوفة، فأجابوني، فقلت لهم: يا قوم، مَن يشتري رجلاً هرب من الله إلى الله؟ فأقبلوا إليّ بالدنانير والدراهم، فقُلتُ: لا حاجة لي في مالٍ ولكن جُبَّة صوفٍ خشنة وعباءة قطوانية، قال: فأوتيتُ بذلك ونزعت ما كان عليَّ من اللباس الذي كنتُ ألبسُه مع أمير المؤمنين، وأقبلتُ أقود البرذون وعليه السِّلاح الذي كنت أحمله حتى أتيتُ بابِ أميرِ المؤمنين هارون حافياً راجلاً، فهزأ بي من كان على باب الخليفة، ثم استؤذِن لي، فلمّا دخلتُ عليه وبَصَر بي على تلك الحالة قام وقعد، ثم قام قائماً وجعل يلطم رأسه ووجهه ويدعو بالويل والحزن ويقول: انتفع الرسولُ وخاب المرسِل، مالي وللدنيا، مالي ولمُلكٍ يزول سريعاً. ثم ألقيتُ الكتاب إليه منشوراً كما دُفِع إليَّ، فأقبل هارون يقرأه ودمُوعه تنحدر من عينه، ويقرأ ويشهق، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين لقد اجترأ عليك سفيان، فلو وجَّهتَ إليه فأثقَلتَه بالحديد وضيَّقتَ السِّجن كنت تجعله عِبرةً لغيره، فقال هارون: أتركونا يا عبيد الدُّنيا، المغرورُ من غررتموه، والشَّقيُّ من أهلكتموه، وإنّ سفيان أمَّةٌ وحده، فاتركوا سفيان وشأنه.

    ثم لم يزَل كتابُ سفيان إلى جنب هارون يقرأه عند كلِّ صلاة حتى توفي رحمه الله"

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.05.24 22:46