...ذات ليلة فتّش ذاك الشاب الذي استحيى من أن يطلب من أبيه ثمن قص شعر رأسه الكثيف فتّش جيبه فلم يجد درهما واحدا!،إستدعى إلى البيت صديقا ليقصه له بدون مقابل عربونا للصداقة،سأل الأب المريضُ عنه أين فلان!؟ أخبروه أنه في(الكراج)هو وصاحبه،لعب الشيطان لعبته ليدفع بالأب المسكين المتوهج إلى صب جامّ غضبه عليهما صارخا وصافعا الشاب الذي تمكّن منه بدوره إبليس اللعين ليحس بحرقة ومرارة شديدة يصفع أمام عيني صاحبه!!! بدون تفكير تصّرف دون شعور أخذ حذائه ثم هم بالخروج لكن إخوته حاولوا منعه غير أنه تمكن من الخروج من حيث هم لا يشعرون وكان الوقت ليلا!!،وجد نفسه في محطة الحافلات وهو لم يدري من أين مر وكيف وصل! إستقل إحداها المتجهة إلى مدينة بعيدة عند أخت له هناك ما إن توقفت الحافلة لبضع دقائق حتى تنبه إلى أنه خارج التغطية!! صعد إلى أخرى في الإتجاه المعاكس أملاً في العودة إلى بيته! دون جدوى أُخبر أنها ممتلئة،قرر إتمام المشواربعدما قطع مائتا ميل تقريبا نصف الطريق،على أيٍّ بعد بضع عشرة ساعة من انطلاق الحافلة وصل أخيرا،دق الباب للتوّ أحسّت الأخت بأنّ في الأمر سرّا! أين حقيبتك!؟ متى قدمت؟ قال:لا شيئ، قالت:أعليَّ تكذب!؟،صارحها بالأمر فقدمت له الغذاء لتجبره على مرافقتها إلى مخدع الهاتف للإتصال بالأمّ، ألو! نعم،كيف حالك أمي؟ الحمد لله،كيف حال أبي والكل؟ بخير بصوت حزين خافت! إستوقفتها الأخت قائلة وفلان!؟فهمت الأم الحزينة ثم قالت هو عندك!!؟ نعم هو بجانبي،لم تستطع الحنون إيقاف دموعها التي أفهمت كل الحاضرين الأمر ليهتفوا جميعا بصوت واحد عد إلينا يا فلان فنحن نحبك ولا تعذبنا،قالت الأم إن والدك ندم أشد الندم ولم يغمض له جفن ولم يذق طعاما مذ علم أنك خرجت!،ويقول لك سامحه وعد إلى بيك وإن فضلت البقاء عند أختك فابحث عن عمل والله معك،هنا أحس الشاب بالندم واستيقن أن مكانته عالية في قلوب أسرته...مكث شهرا بتلك المدينة ليعود والموسم الدراسي على الأبواب ليبدأ صفحة جديدة بعدما تعلّم درسا لن ينساه أبدا وأن الوالدين مهما فعل من أجلهم لن يستطيع أبدا رد جميلهما عليه...هما جنته وناره...بعد عشر سنوات يحين وقت هجرة الشاب إلى بلاد الإفرنج قام الأب بصعوبة شديدة ليودع فلذة كبده إعتنقه بحرارة لم يذكر الشاب يوما أنه اعتنقه قبل هذا!! سقطت أول دمعة يراها من عين أبيه! قال الأب لا مال عندي أعطيكه يا بني غير أني رضيت عنك في الدنيا وفي الآخرة،فرح الشاب وسُرَّ كثيرا بهذا الكلام الممزوج بالحزن والسعادة،سعادة لأن غاية الأبناء رضى الوالدين،وحزن ما قاله الأب آخرا ...فربما لن تجدني هن إن كتب لك أن تعود!! وفعلا ذلك ما حصل توفي الأب بعد عامين من هجرة ابنه.عاد الإبن بعدما سوّى وضعيته القانونية في المهجر،زار أباه في قبره تذكر قول المعصوم صلى الله عليه وسلم أو ولد صالح يدعو له بكى بكاء شديدا ثم دعا الله أن يرحمه عساه بدعائه لأبيه يكون صالحا!.. مر على تلك الصفعة الآن أكثر من خمسة عشر عاما... كُتِبَت هذه الكلمات قبيل نشرها ببضع ساعات وكاتبها من روّاد غرفة القرآن الكريم التي بالقسم لمغربي وهو يطلب من كل من قرأ هذه الكلمات أن يدعو له ولأبيه عن ظهر الغيب... والحمد لله رب العالمين
3 مشترك
حكاية وقعت لأحد رواد الغرفة
ABOUZIA78- مراقب
- عدد المساهمات : 36
وسام : 118
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
العمر : 46
- مساهمة رقم 1
حكاية وقعت لأحد رواد الغرفة
أبو أنس مصطفى- مشرف
- عدد المساهمات : 44
وسام : 80
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 04/06/2009
العمر : 39
- مساهمة رقم 2
رد: حكاية وقعت لأحد رواد الغرفة
أسأل الله أن يثبته ويغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين عموما
islamgirl_2- عدد المساهمات : 2
وسام : 2
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
- مساهمة رقم 3
رد: حكاية وقعت لأحد رواد الغرفة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يغفر لأبيه و أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم أحبه حبا ينجيه من غضبك و يغمره بسحائب عفوك و رضاك حبا ينزل على أهل السماء فيستغفرون له فتغفر له اللهم وأحسن خاتمة هذا الإبن البار الذي و الله ماهو إلا صورة من الصور التي نادرا ما يكشف عنها النقاب و التي قد نجد الملايين منها في الواقع لكن!!!..كل يتحسر على ما مضى من عمره ووالداه غير راضيان عنه...لا حول و لا قوة إلا بالله
فنسأله تعالى ان يجعلنا من البارين بآبائهم و ان يحسن خاتمتنا ... فكما قال الكاتب هما جنتنا و نارنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فنسأله تعالى ان يجعلنا من البارين بآبائهم و ان يحسن خاتمتنا ... فكما قال الكاتب هما جنتنا و نارنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته